هل يوجد فرق بين القنبلة الصغيرة والكبيرة ؟؟

عندي مشوار للحي الدبلوماسي .. الله يعييييين ...
من جد الله يعيييين .. توقف في تفتيش سرا طوييييييييييله ... معليش تفتيشين ... يكمن قدامك 20 سيارة .. والمشكلة من زين التفتيش اصلا !!
الحي الدبلوماسي عالم آخر .. تخيل شوارع ما فيها حفريات ... ولو تبغا تتأكد روح بنفسك بعد ما تدور لك على سبب مقنع تقوله للتفتيش عند مدخل الحي ... بس لو دخلت فستجد شيئا مختلفا .. ممكن تعيش جو اوروبا مع الاشجار المنتشرة في كل مكان .. والنظافة الزايدة .. بس النخيل وشوفه الشماغ وبعض المباني على الطراز القديم تخرب خيالك وترجعك لجو السعودية ! هناك ممكن تشوف وحده طالعه تسوي رياضة بشورت ... او طالعة تتمشى مع صاحبها في طرف الشارع .. مع انو نادر تشوف هذي المناظر بس لا تستغرب لو شفت !! سفارات الدول تعدي على يمينك يسارك وكل ما تعدي سفارة تجيك سفارة ثانية .. سيارة سفير زمبابويه الفاخرة تمر بجانبك والسفير يرمقك بنظرة احتقار خاصة بعد فوز اوباما !! الدوريات الامنية تدور في الحي طوال الوقت وتحس الجو مشحون ومو طبيعي .. هناك اذا كنت تريد ان تتمشى مع اولادك فبإمانك ان تذهب الى ساحة الكندي .. قهاوي منتشرة تطل على ساحة كبيرة مكشوفه يركض بها الاطفال .. اذا تبغا نادي خيل موجود .. ملاعب رياضية موجود ... مسابح مجهزة بأمواج اصطناعية .. مسابح عادية .. ولو عندك 30 الف ومنك عارف وين تصرفها تقدر تدخل ولدك في المدرسة اللي في الحي ... ما اود ايصاله .. انت في عالم مختلف ...
كنت رايح اسجل لاختبار انجليزي في المعهد الثقافي البريطاني في هذا الحي ... ووقفت مع العالم عند التفتيش ... وجا دوري وفتحت الشباك و اعطيت العسكري ابتسامة عشان اكسبه في صفي ويمشيني .. ونجحت الخطة ... بس قالي افتح الشنطة قبل ماتمشي .. ضغطت الزر .. وقتها تذكرت ايش كنت حاط في الشنطة ...تحسفت وقلت ياذكي ليش تخلي زي هذي الاشياء في الشنطة ..بس استنيت العسكري ايش حيقول ؟؟ حيلاحظ ولا لا ؟؟ بس للأسف لاحظ .. جا العسكري وقال : (ايش اللي في الشنطة ؟؟ ) .. قلت : (لا تخاف الشي الطويل اللي في كيس هذا حامل ثلاثي للكاميرا ) .. على بالي اني طلعت نفسي من الورطة و ازلت عني الشكوك عشان مايحسب ذاك الشي رشاش او بندقية .. بس قالي العسكري : (أجل عندك كاميرا؟؟) قلت : (ايه الشنطة الكبيرة فيها كاميرا .. انا هاوي تصوير وعندي كاميرا احترافيه .. ) قال : (اجل وقف قدام وولع الفليشر) ... ليه ؟؟ .. اللي معاه كاميرا يصير متهم !! طفيت السيارة على جمب وولعت الفليشر وشلت محفظتي ورحت للعسكري وقعدت استنا العسكري الثاني .. اخيرا تكرم بجزء من وقته وجا لي .. قال : (اجل معاك كاميرا !! ياعسكري .. خذه عالقوقيف ) ... انا صدقت بعد ماسمعت قصص تخوف .. قلت بكل براءة للعسكري : (ليش انا ايش سويت ؟ ) قال : (لا انا استهبل معاك .. بس نوديك عند الضابط) .. كويس ... اذا توقف الشغلة عند الضابط شي هين .. استنيت اللي حيوديني للضابط وهوا واحد طيب قالي : (ايش معاك ؟؟) .. قلت : (كاميرا) .. قال: (ايش نوعها دجيتال ولا عادي ؟؟) .. المهم خش معايا في الكاميرات وانواعها وشاف الكاميرا .. قالي : (خلاص حط الكاميرا في المقعد اللي جمبك عشان التفتيش اللي قدام مايوقفك !! ) .. حل حلو وسهل وبسيط !! بس بعض الناس يحبو يعقدو الامور ! أصلا لو انا واحد ابغا اصور جوا الحي ليش الفت الانظار بكاميرا كبيرة .. أسهلي اصور بكاميرا الجوال .. المهم حطيت المتهم البريء (الكاميرا) جمبي وعديت التفتيش الثاني بدون اي كلمة ..
انا قلت ان الكاميرا هي المتهم البريء .. نعم ... اصحاب الاهتمام بالنواحي الامنية سوو معادلة بسيطة بناء على طبيعة عملهم : ( بما أن القنبلة الكبيرة اشد خطرا من القنبلة الصغيرة !! فالكاميرا الاحترافيه الكبيرة اشد خطرا من كاميرا الجوال الصغيرة ! ) أليست الصورة الناتجة عن كاميرا الجوال نفسها في الكاميرا الاحترافية ؟؟ ولا لما تصور بالكاميرا الاحترافية تطلعلك اشياء ما تطلع في كاميرا الجوال ؟؟ ما ادري ليش هذه التفرقة مع انها تؤدي نفس الغرض ؟ ... المفروض بالمنظق يا الكاميرات صغيرها وكبيرها ممنوع ولا كلها تصير مسموح بها ... فلو تم تطبيق قانون منع الكاميرات على المنطق الصحيح مفروض يسألك في التفتيش : (عندك جوال ابو كاميرا ) وكأننا في زواجات حريم !!
واحد من اصحابي راح يبغى يصور برج المملكة مع صاحبو وفكر نفسو في امريكا بيصور برج الـ( امباير ستيت ) ... وقفو هوا وصاحبو تحت برج المملكة ونصبو الحامل الثلاثي وبدأو بالتصوير .. صورو كثييير .. كل مرة ياخذو اللقطة من زاوية .. وشويا جاهم (السكيورتي) حق المملكة .. قال تعالو

ياشباب .. قاعدين تسوو ايه .. وين مفكرين نفسكم ؟ تعال انت وياه ؟ وياخذهم على التوقيف ويخليهم ثلاث ساعات .. بتهمة ايش ... يصورو المملكة .. طيب ليش فرحانيين بالبرج ومخلينو طويل قد كذا .. يعني عشان نغمض عيوننا لما نشوفو !! لو ما تبغا احد يصور برجك غطيه بشرشف !! لا المشكلة كل العالم تصور بالجوال .. ولكن شتان بين كامير الجوال والكاميرا الاحترافية فهذي كاميرا وتلك ايضا كاميرا !!
اخيرا أنا من الآن عندي حلم .. زي ما حلم مارتن لوثر كنج وتحقق حلمه اخيرا بعد 40 سنة بفوز اوباما .. ها انا ذا أحلم : ( أحلم يوما ان اسير في شارع العليا لافرق بيني صاحب الكاميرا الاحترافيه وبين من لديه كاميرا جوال .. احلم ان نعامل في التفاتيش على اساس انسانيتنا لا على اساس الكاميرا التي نملكها .. احلم يوما ان يذهب ابني الصغير في باص المدرسة بجانب ولد لديه كاميرا جوال عادية وابني لديه كاميرا احترافيه يصور بها ما اراد ولا يقول له احد شيئا .. احلم ان نعامل بسواسية بغض النظر عن نوعية كاميراتنا .. حينها سوف نكون سواسية .. نحن أخيرا سواسية.. أشكر الله اننا أخيرا سواسية )